فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء، يسال الله أن يرزق ثعلبة وان يزيد في ماله واستجاب سبحانه وتعالى الى دعاء نبيه الكريم واذا بثعلبة يمتلك قطيعا من الاغنام يبارك الله له فيه فيزيد يوما بعد يوم حتي صار قطعانا شغلت كل وقته لكى يرعاها وصار يعمل ليلا ونهارا و أجهده ذلك حتي صار يصحو في ساعة متأخرة فتفوته صلاة الفجر واكتفي بصلاة الجماعة في الظهر والعصر ثم شيئا فشيئا اكتفى بصلاة الجمعة مع الجماعة ومع الوقت لم يعد يلحق بصلاة الجمعة فلم يعد الرسول صلى الله عليه وسلم يراه في المسجد لذلك قال عليه الصلاة والسلام ….ياويح ثعلبة……ياويح ثعلبة…. ياويح ثعلبة…ونحن نقول ياويله لقد تحقق أمله في المال والثراء هاهو كما نبهه رسول الله ونصحه لم يطيقه ولم يتحمله وترك حتي فروض الله وانزل الله الايه الكريمه التى تقول بسم الله الرحمن الرحيم : “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) ” سورة التوبة .
استجاب الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يجمع الزكاة والصدقة ليطهر بذلك مال المسلمين وبعث عليه الصلاة و السلام بمن يتسلم هذه الاموال و تقدم للمؤمنين طائعين فقال لهم ثعلبة : ماهذه الا اخت الجزية ا, كانت هذه صرخة الرجل المكلف بجمع الزكاة اذهلته العبارة فهتف صارخا بكلمته و لم يعاود الطلب بل مضى عن هذا البخيل و عاد الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ينقل اليه هذه العبارة الثقيلة فما فرض الاسلام الجزية الا على غير المسلمين اما الزكاة فهي حق الله و حق المسلمين في مال الاغنياء , قال الرسول صلى الله عليه وسلم ويحك ثعلبة , وياتي الوحي الى الرسول بآيات من الذكر الحكيم ,انزل الله عليه قوله تعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم " و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن و لكونن من الصالحين ( 75 ) فلما آتاهم من فضله بخلوا به و تولوا و هم معرضون ( 76 ) فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه و بما كانوا يكذبون ( 77 ) ألم يعلمو ان الله يعلم سرهم و نجواهم وان الله علام الغيوب " ....... وصلت الآية الى ثعلبة الذي اسرع يريد ان يدفع الزكاة فرفض الرسول صلى الله عليه وسلم ان ياخذها منه وقال له ان الله منعني ان اقبل منك الزكاة .... و بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم رفض الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ان ياخذوا منه الزكاة بعده .