وَفِي النَّاسِ مَن ظُلمُ الوَرَى عَادةٌ لهُ *** وَيَنْشُرُ أَعَذارًا بها يَتَأوَّلُ
جَرِيءٌ على أَكِل الحرامِ ويدَّعِي *** بأنَّ لهُ في حِلَّ ذلك مَحمَلُ
فَيَا آكِلَ المَالِ الحرامَ أَبِنْ لَنَا *** بأي كتابٍ حِلُّ ما أَنتَ تَأكلُ
ألمْ تَدْرِ أن اللهَ يَدْرِي بما جَرَى *** وبين البَرايَا في القِيامةِ يَفصلُ
حَنَانِيْكَ لا تَظلِمْ فإنَّكَ ميتٌ *** وبالموتِ عَمَّا قدْ تَوليتَ تُسألُ
وَتَوقَفُ لِلْمظلُومِ يَأخذٌ حقَّهُ *** فَيَأخُذُ يومَ العرضِ ما كُنت تَعملُ
وَيأخذُ من وزرِ لمنْ قَد ظَلمتهُ *** فيأخذُ يومَ العرضِ ما كُنت تَعمَلُ
فَيأخذُ منك اللهُ مَظْلمةَ الذِي *** ظَلمتَ سريعًا عاجلاً لا يُؤجَّلُ
تَفرُّ من الخَصمِ الذِي قَدْ ظَلَمْتَهُ *** فَيأخُذُ يَومَ العَرْضِ ما كُنتَ تَعْمَلُ
تَفِرُّ فَلا يُغْنِي الفِرَارُ من القَضَا *** وَأن تَتوجَّلْ لا يُفيدُ التَّوجلُ
فَيقتصُ مِنكَ الحقَّ من قَد ظَلمتَهُ *** بلا رأفةٍ كلاَّ ولا منك يَخجلُ