رغم ما تعرّض له النّبي، صلّى الله عليه وآله وسلّم، من الهجوم والإهانة والافتراء، سواء في حياته أو بعد مماته، ورغم مسؤولياته، عليه الصّلاة والسّلام، كرسول ومعلم ورجل دولة وقاض، إلاّ أنّ حياته، عليه الصّلاة والسّلام، نموذج مثالي للبساطة والتواضع.
دعوة الملوك للدخول في الإسلام
انتهز رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فرصة الهُدنة مع قريش وأخذ في إرسال المبعوثين والرسالات الخطية إلى الملوك، يدعوهم للإسلام والابتعاد عن الوثنية، وأهم هذه الرسائل رسالة إلى هرقل إمبراطور الروم، وتقبّلها بقبول حسن، رسالة إلى كسرى إمبراطور الفرس، ثار وأرسل إلى حاكم اليمن الموالي لفارس لقتل النّبي محمّد، عليه الصّلاة والسّلام، ثمّ أخبرهم رسول، الله صلّى الله عليه وسلّم، بمقتل كسرى على يد ابنه شرويه. ولمّا عاد الرجلان بخبر كسرى وصدق الرّسول، أسلمَا هم ومَن كان معهما من الفرس ببلاد اليمن، رسالة إلى النجاشي ملك الحبشة، وعاد مبعوث الرّسول والمسلمون الذين كانوا بالحبشة وجهّزهم بسفينتين، وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب، ورسالة إلى المقوقس عظيم القبط بمصر، وعاد مبعوث الرّسول بجاريتين، فتزوّج الرّسول من مارية القبطية، وأهدى شقيقتها سيرين إلى شاعره حسان بن ثابت. وهكذا أخذ النّبي، صلّى الله عليه وسلّم، ينشر الإسلام في بقية أجزاء شبة الجزيرة العربية.
سلام اليهود
مرَّ يهودي برسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقال: السام عليك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وعليك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتدرون ما يقول، قال السام عليك. قالوا يا رسول الله، ألاَ نقتله؟ قال: لا، إذا سلّم عليكم أهل الكتاب، فقولوا وعليكم.
عمرة القضاء
بعد مرور عام على صُلح الحديبية، أمر رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المسلمين أن يستعدّوا لزيارة الكعبة، فالمهاجرون كانوا يتمنّون هذا اليوم بعد سبع سنوات بعيدين فيها عن مكة. أمّا الأنصار، فكانوا يتمنّون أيضًا زيارة الكعبة، كما كانت لهم تجارة مع قريش. وبلغ عدد المسلمين قرابة الألفين، ثمّ احتاط الرّسول الكريم وجهّز مائة فارس. فاحتاطت قريش لنفسها، لمّا علِمَت بقدوم الرّسول والصّحابة والمهاجرين والأنصار إلى مكة، فعسكرت فوق التلال المحيطة بمكة. ثمّ اتّجه المسلمون إلى مكة وطاف بهم الرّسول حول الكعبة، وأقام ثلاثة أيّام زار فيها المهاجرون ديارهم وذويهم. وتزوّج الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، من السيدة ميمونة، وهي شقيقة زوجة العباس، رضي الله عنه.
وقد أسلم بعد هذا الحادث مباشرة خالد بن الوليد، وكان ذلك أكبر نصر للإسلام في ذلك الوقت، لأنّه كان من أشجع فتيان قريش وأشدّها على الإسلام. كما أسلم بعده عمرو بن العاص، فكان ذلك نصرًا أكبر للمسلمين. ثمّ أسلم عكرمة بن أبي جهل، وعثمان بن طلحة وغيرهم، رضوان الله عليهم.
اذهبوا فأنتم الطلقاء
لقد انتظر أهل مكة الذين كفروا بالله وأخرجوا رسوله وحاولوا قتله وآذوه وآذوا أصحابه وحاربوهم، انتظروا جميعًا بعد فتح مكة أقلّ شيء منه، وهو أسرهم مثلاً، وإن اقتص لقتلاه ولبعض ما فعلوه معه، فسوف يقتلهم أو يصلبهم أو يعذّبهم، ولكن الكريم لا يفعل إلاّ ما يليق به. فلمّا فتح الله عليه مكة، قال لقريش: ''ما تَظُنُّون أنِّي فاعل بكم؟''، قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. فقال: ''اذهبوا فأنتُم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم، يغفِر اللهُ لِي ولَكُم''.
دعوة الملوك للدخول في الإسلام
انتهز رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فرصة الهُدنة مع قريش وأخذ في إرسال المبعوثين والرسالات الخطية إلى الملوك، يدعوهم للإسلام والابتعاد عن الوثنية، وأهم هذه الرسائل رسالة إلى هرقل إمبراطور الروم، وتقبّلها بقبول حسن، رسالة إلى كسرى إمبراطور الفرس، ثار وأرسل إلى حاكم اليمن الموالي لفارس لقتل النّبي محمّد، عليه الصّلاة والسّلام، ثمّ أخبرهم رسول، الله صلّى الله عليه وسلّم، بمقتل كسرى على يد ابنه شرويه. ولمّا عاد الرجلان بخبر كسرى وصدق الرّسول، أسلمَا هم ومَن كان معهما من الفرس ببلاد اليمن، رسالة إلى النجاشي ملك الحبشة، وعاد مبعوث الرّسول والمسلمون الذين كانوا بالحبشة وجهّزهم بسفينتين، وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب، ورسالة إلى المقوقس عظيم القبط بمصر، وعاد مبعوث الرّسول بجاريتين، فتزوّج الرّسول من مارية القبطية، وأهدى شقيقتها سيرين إلى شاعره حسان بن ثابت. وهكذا أخذ النّبي، صلّى الله عليه وسلّم، ينشر الإسلام في بقية أجزاء شبة الجزيرة العربية.
سلام اليهود
مرَّ يهودي برسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقال: السام عليك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وعليك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتدرون ما يقول، قال السام عليك. قالوا يا رسول الله، ألاَ نقتله؟ قال: لا، إذا سلّم عليكم أهل الكتاب، فقولوا وعليكم.
عمرة القضاء
بعد مرور عام على صُلح الحديبية، أمر رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المسلمين أن يستعدّوا لزيارة الكعبة، فالمهاجرون كانوا يتمنّون هذا اليوم بعد سبع سنوات بعيدين فيها عن مكة. أمّا الأنصار، فكانوا يتمنّون أيضًا زيارة الكعبة، كما كانت لهم تجارة مع قريش. وبلغ عدد المسلمين قرابة الألفين، ثمّ احتاط الرّسول الكريم وجهّز مائة فارس. فاحتاطت قريش لنفسها، لمّا علِمَت بقدوم الرّسول والصّحابة والمهاجرين والأنصار إلى مكة، فعسكرت فوق التلال المحيطة بمكة. ثمّ اتّجه المسلمون إلى مكة وطاف بهم الرّسول حول الكعبة، وأقام ثلاثة أيّام زار فيها المهاجرون ديارهم وذويهم. وتزوّج الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، من السيدة ميمونة، وهي شقيقة زوجة العباس، رضي الله عنه.
وقد أسلم بعد هذا الحادث مباشرة خالد بن الوليد، وكان ذلك أكبر نصر للإسلام في ذلك الوقت، لأنّه كان من أشجع فتيان قريش وأشدّها على الإسلام. كما أسلم بعده عمرو بن العاص، فكان ذلك نصرًا أكبر للمسلمين. ثمّ أسلم عكرمة بن أبي جهل، وعثمان بن طلحة وغيرهم، رضوان الله عليهم.
اذهبوا فأنتم الطلقاء
لقد انتظر أهل مكة الذين كفروا بالله وأخرجوا رسوله وحاولوا قتله وآذوه وآذوا أصحابه وحاربوهم، انتظروا جميعًا بعد فتح مكة أقلّ شيء منه، وهو أسرهم مثلاً، وإن اقتص لقتلاه ولبعض ما فعلوه معه، فسوف يقتلهم أو يصلبهم أو يعذّبهم، ولكن الكريم لا يفعل إلاّ ما يليق به. فلمّا فتح الله عليه مكة، قال لقريش: ''ما تَظُنُّون أنِّي فاعل بكم؟''، قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. فقال: ''اذهبوا فأنتُم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم، يغفِر اللهُ لِي ولَكُم''.