راحة البال لا يعرفها إلا من فقدها، فالذي يسير وراء شهوته المحرمة يعاني عذاباً وجحيماً لا يطاق
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (*)قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (*)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾( سورة طه 124-126)
إنالهمَّ الذي يشغل سائر الناس لا يشغل المؤمن، وإن القلق الذي يعتري سائر
الناس لا يعتري المؤمن، وإن الخوف من المجهول الذي هو ديدن الناس لا يصيب
المؤمن:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ﴾( سورة طه : 123)
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾سورة البقرة
قال تعالى:
﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) سورة البقرة﴾
الحقيقة قضيَّة الأمن دقيقة جداً، الأمن أكبر حاجة للإنسان، قال تعالى:
﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ﴾( سورة الأنعام )
أنت من خوف الفقر في فقر، أنت من خوف المرض في مرض، توقُّع المصيبة مصيبةٌ أكبر منها،
بل إن نوعاً من أمراض القلب سببه الخَوْفُ من أمراض القلب، فالقلق يأكل كَبِدَ الإنسان، بالإيمان والتوحيد تنجو من هذا المرض:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا (51) ﴾( سورة التوبة: الآية " 51 " )
وقال:﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ﴾
هذا الأمن الذي يتمتَّع به المؤمن لو وُزِّعَ على أهل بلدةٍ لكفاهم، هناك في
قلب المؤمن من الأمن ما لا يوصف بسبب طاعته لله عزَّ وجل، قال له:
(( يَا مُعَاذُ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ: اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ
يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى
اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ))[ متفق عليه
عن معاذ ]
أنشأالله عزَّ وجل لك حقَّاً عليه ألاّ يعذِّبك ما دمت في عبادته وطاعته، ما
دمت في ظل شرعه، ما دمت في أمره ونهيه، ما دمت تتلو كتابه، تقيم أمره،
وتقيم حلاله، وتمتنع عن حرامه، ما دام هناك التزام أنت في بحبوحة.قال
تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ (33) ﴾( سورة الأنفال: الآية " 33 " )
هذه النعمة التي يملكها الإنسان المؤمن ؛ نعمة الأمن، الطمأنينة، الشعور أن الله
يحبُّه، وأن الله قد أعدَّ له جنَّةً، الشعور أنه قد تتصل نعم الدنيا بنعم
الآخرة، قد تتصل اتصالاً مستمراً، هو يعيش في الدنيا في سلام مع نفسه،
ومع الناس، ومع ربّه، في بحبوحة، في صحَّة، في سمعة طيّبة لأنه مقيم على
أمر الله، يموت فينتقل إلى الجنَّة، اتصلت نعم الدنيا بنِعَم الآخرة، وكأن
خط بيان المؤمن خطٌّ صاعد، وما الموت إلا نقطة على هذا الخط، بينما حياة
الكافرين مُفْعَمَةٌ بالقلق، بالخوف من المجهول، بالخوف من المستقبل، لأنهم
حينما أشركوا بالله قذف الله في قلوبهم الرعب
على كلٍ هذه الآية:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ﴾
أضيفُ لها آيةً ثانية:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) ﴾( سورة طه )
اجمعالآيتين ؛ من يتبع هدى الله عزَّ وجل لا يضلُّ عقله، ولا تشقى نفسه، ولا
يندم على ما فات، ولا يخشى مما هو آت، ماذا بقي من السعادة في الدنيا ؟
لا يضل عقله، ولا تشقى نفسه، ولا يندم على ما فات، ولا يخشى مما هو آت.
إذا عَمَّر الإنسان الآخرة سهُل عليه أن ينتقل إليها:
قال تعالى:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ﴾
لا خوفٌ عليهم من المستقبل، يضمن الله لهم مستقبلاً مريحاً، ولا يحزنون على ما مضى لأنهم قادمون إلى الجنَّة،
فالموت قضيَّة كبيرة جداً، وكلَّما حسَّنت حياتك وأنت ـ لا سمح الله ـ على معصية صعُبَ عليك الموت
قال تعالى:
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(38)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) ﴾
كفر أي: كذَّب، وأعرض، وانغمس في شهواته، هؤلاء:( أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) ﴾
موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (*)قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (*)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾( سورة طه 124-126)
إنالهمَّ الذي يشغل سائر الناس لا يشغل المؤمن، وإن القلق الذي يعتري سائر
الناس لا يعتري المؤمن، وإن الخوف من المجهول الذي هو ديدن الناس لا يصيب
المؤمن:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ﴾( سورة طه : 123)
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾سورة البقرة
قال تعالى:
﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) سورة البقرة﴾
الحقيقة قضيَّة الأمن دقيقة جداً، الأمن أكبر حاجة للإنسان، قال تعالى:
﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ﴾( سورة الأنعام )
أنت من خوف الفقر في فقر، أنت من خوف المرض في مرض، توقُّع المصيبة مصيبةٌ أكبر منها،
بل إن نوعاً من أمراض القلب سببه الخَوْفُ من أمراض القلب، فالقلق يأكل كَبِدَ الإنسان، بالإيمان والتوحيد تنجو من هذا المرض:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا (51) ﴾( سورة التوبة: الآية " 51 " )
وقال:﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ﴾
هذا الأمن الذي يتمتَّع به المؤمن لو وُزِّعَ على أهل بلدةٍ لكفاهم، هناك في
قلب المؤمن من الأمن ما لا يوصف بسبب طاعته لله عزَّ وجل، قال له:
(( يَا مُعَاذُ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ: اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ
يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى
اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ))[ متفق عليه
عن معاذ ]
أنشأالله عزَّ وجل لك حقَّاً عليه ألاّ يعذِّبك ما دمت في عبادته وطاعته، ما
دمت في ظل شرعه، ما دمت في أمره ونهيه، ما دمت تتلو كتابه، تقيم أمره،
وتقيم حلاله، وتمتنع عن حرامه، ما دام هناك التزام أنت في بحبوحة.قال
تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ (33) ﴾( سورة الأنفال: الآية " 33 " )
هذه النعمة التي يملكها الإنسان المؤمن ؛ نعمة الأمن، الطمأنينة، الشعور أن الله
يحبُّه، وأن الله قد أعدَّ له جنَّةً، الشعور أنه قد تتصل نعم الدنيا بنعم
الآخرة، قد تتصل اتصالاً مستمراً، هو يعيش في الدنيا في سلام مع نفسه،
ومع الناس، ومع ربّه، في بحبوحة، في صحَّة، في سمعة طيّبة لأنه مقيم على
أمر الله، يموت فينتقل إلى الجنَّة، اتصلت نعم الدنيا بنِعَم الآخرة، وكأن
خط بيان المؤمن خطٌّ صاعد، وما الموت إلا نقطة على هذا الخط، بينما حياة
الكافرين مُفْعَمَةٌ بالقلق، بالخوف من المجهول، بالخوف من المستقبل، لأنهم
حينما أشركوا بالله قذف الله في قلوبهم الرعب
على كلٍ هذه الآية:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ﴾
أضيفُ لها آيةً ثانية:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) ﴾( سورة طه )
اجمعالآيتين ؛ من يتبع هدى الله عزَّ وجل لا يضلُّ عقله، ولا تشقى نفسه، ولا
يندم على ما فات، ولا يخشى مما هو آت، ماذا بقي من السعادة في الدنيا ؟
لا يضل عقله، ولا تشقى نفسه، ولا يندم على ما فات، ولا يخشى مما هو آت.
إذا عَمَّر الإنسان الآخرة سهُل عليه أن ينتقل إليها:
قال تعالى:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ﴾
لا خوفٌ عليهم من المستقبل، يضمن الله لهم مستقبلاً مريحاً، ولا يحزنون على ما مضى لأنهم قادمون إلى الجنَّة،
فالموت قضيَّة كبيرة جداً، وكلَّما حسَّنت حياتك وأنت ـ لا سمح الله ـ على معصية صعُبَ عليك الموت
قال تعالى:
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(38)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) ﴾
كفر أي: كذَّب، وأعرض، وانغمس في شهواته، هؤلاء:( أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) ﴾
موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية