بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
للنيه شأن عظيم فى ديننا الحنيف فقد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال عظيمة لم يعملها، وذلك بالنيّة ، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك :
( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم ،
قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري .
_ولهذه الاهمية العظيمة اتيت لكم بهذا الحديث لنتدارسه ونعمل به راجين من الله أن يوفقنا ويهدينا ويغفر لنا ويرحمنا ويرضى عنَّا ويكرمنا بالجنَّة كما نتمنى أن يمن علينا بمجاورة نبيه وما ذلك على الله بعزيز..
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إنَّما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )
رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
الشرح
لقد نال هذا الحديث النصيب الأوفر من اهتمام علماء الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين ، حتى إن بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين : هذا الحديث ،و حديث عائشة رضي الله عنها :
( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ؛
_ ووجه ذلك : أن الحديث السابق ميزان للأعمال الظاهرة ،
وحديث الباب ميزان للأعمال الباطنة .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
هي القصد والإرادة ، فيتبيّن من ذلك أن النيّة من أعمال القلوب ، فلا يُشرع النطق بها ؛
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في العبادة ، أما قول الحاج :
" لبيك اللهم حجًّا " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية
في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك أنه لو حج
ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم .
وللنية فائدتان :
_ أولاً : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ،
وصيام النافلة عن صيام الفريضة .
_ ثانياً : تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ،
فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ،
_ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ،
وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم :
( إنما الأعمال بالنيات ) ، أي : 1_أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة ، ومن خلال ما سبق يمكننا أن نرد على أولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة مرات ويوهمهم الشيطان أنهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم أنه لا يمكن أن يقع منهم عمل باختيارهم من غير نيّة ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم .
2_وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما يقول الله عزوجل في محكم كتابه :
{ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 )
.وبذلك يتبين أنه يجب على الإنسان العاقل أن يجعل همّه الآخرةَ في الأمور كلها ، ويتعهّد قلبه ويحذر من الرياء أو الشرك الأصغر ،
_ يقول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك :
( مَن كانتِ الدُّنيا هَمَّهُ ، فرَّقَ اللَّهُ علَيهِ أمرَهُ ، وجعلَ فَقرَهُ بينَ عينيهِ ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما كتبَ لَهُ ، ومن كانتِ الآخرةُ نيَّتَهُ ، جمعَ اللَّهُ لَهُ أمرَهُ ، وجعلَ غِناهُ في قلبِهِ ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغِمةٌ
الراوي:زيد بن ثابت المحدث:الألباني المصدر:صحيح ابن ماجه الجزء أو الصفحة:3329 حكم المحدث:صحيح.
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم
( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا
يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ،
_أنَّه لما كان قبول الأعمال مرتبطاً بقضية الإخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم
هذا مثلاً ليوضح الصورة أكثر ،
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
_ وأصل الهجرة :
الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ، أو من دار المعصية إلى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع أبداً ما بقيت التوبة ؛فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( لا تنقطِعُ الهجرةُ حتَّى تنقَطعَ التَّوبةُ، ولا تنقطِعُ التَّوبةُ حتَّى تطلِعَ الشَّمسُ مِن مغربِها)
الراوي:معاوية بن أبي سفيان المحدث:الألباني المصدر:صحيح أبي داود الجزء أو الصفحة:2479 حكم المحدث:صحيح )
* وقد يستشكل البعض ما ورد في الحديث السابق ؛
حيث يظنّ أن هناك تعارضاً بين هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم :
( لا هجرة بعد الفتح ) كما في " الصحيحين "
_والجواب عن ذلك :
أن المراد بالهجرة في الحديث الأخير معنىً مخصوص ؛
وهو : انقطاع الهجرة من مكة ، فقد أصبحت دار الإسلام ، فلا هجرة منها .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
_ على أن إطلاق الهجرة في الشرع يراد به أحد أمور ثلاثة :
هجر المكان ، وهجر العمل ، وهجر العامل ،
• أما هجر المكان : فهو الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان ،
• وأما هجر العمل : فمعناه أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ،
كما جاء في الحديث النبوي :
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )
متفق عليه ،
• والمقصود من هجر العامل :
هجران أهل البدع والمعاصي ،
وذلك مشروط بأن تتحقق المصلحة من هجرهم ،
فيتركوا ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ،
_أما إن كان الهجر لا ينفع ، ولم تتحقق المصلحة المرجوّة منه ، فإنه يكون محرماً .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
قوله : ( أو امرأة ينكحها ):
_خصّ النبي صلى الله عليه وسلم المرأة بالذكر من بين متاع الدنيا في قوله :
( أو امرأة ينكحها ) ، بالرغم من أنها داخلة في عموم الدنيا ؛
* زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لأن الافتتان بهنّ أشد ، مِصداقاً للحديث النبوي :
( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
وفي قوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ):
لم يذكر ما أراده من الدنيا أو المرأة ، وعبّر عنه بالضمير في قوله : ( ما هاجر إليه ) ، وذلك تحقيراً لما أراده من أمر الدنيا واستهانةً به واستصغاراً لشأنه ، حيث لم يذكره بلفظه .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
ما يستفاد من هذا الحديث :
1- النية شرط أساسى فى العمل لتمييز العادة من العبادة.
2-و محلها القلب ،والتلفظ بها بدعه لأن النية أساساً عمل من اعمال القلوب لا يطلع عليها
أنس ولا جان إلا فى موضع واحد يجوز فيه التلفظ بالنيه وهو الحج.
3- الإخلاص لله تعالى فى العمل شرط لقبوله.
4- وجوب الحذر من الرياء والسمعه والعمل لاجل الدنيا.
5- مجاهدة الشيطان قبل العمل وأثناء تادية العمل.
6- الهجره من بلاد الكفر إلى بلاد الاسلام وهى من أفضل العبادات.
7_ أن على الداعية الناجح أن يضرب الأمثال لبيان وإيضاح الحق الذي يحمله للناس ؛
وذلك لأن النفس البشرية جبلت على محبة سماع القصص والأمثال،
في امان الله
للنيه شأن عظيم فى ديننا الحنيف فقد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال عظيمة لم يعملها، وذلك بالنيّة ، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك :
( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم ،
قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري .
_ولهذه الاهمية العظيمة اتيت لكم بهذا الحديث لنتدارسه ونعمل به راجين من الله أن يوفقنا ويهدينا ويغفر لنا ويرحمنا ويرضى عنَّا ويكرمنا بالجنَّة كما نتمنى أن يمن علينا بمجاورة نبيه وما ذلك على الله بعزيز..
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إنَّما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )
رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
الشرح
لقد نال هذا الحديث النصيب الأوفر من اهتمام علماء الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين ، حتى إن بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين : هذا الحديث ،و حديث عائشة رضي الله عنها :
( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ؛
_ ووجه ذلك : أن الحديث السابق ميزان للأعمال الظاهرة ،
وحديث الباب ميزان للأعمال الباطنة .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
هي القصد والإرادة ، فيتبيّن من ذلك أن النيّة من أعمال القلوب ، فلا يُشرع النطق بها ؛
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في العبادة ، أما قول الحاج :
" لبيك اللهم حجًّا " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية
في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك أنه لو حج
ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم .
وللنية فائدتان :
_ أولاً : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ،
وصيام النافلة عن صيام الفريضة .
_ ثانياً : تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ،
فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ،
_ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ،
وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم :
( إنما الأعمال بالنيات ) ، أي : 1_أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة ، ومن خلال ما سبق يمكننا أن نرد على أولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة مرات ويوهمهم الشيطان أنهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم أنه لا يمكن أن يقع منهم عمل باختيارهم من غير نيّة ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم .
2_وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما يقول الله عزوجل في محكم كتابه :
{ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 )
.وبذلك يتبين أنه يجب على الإنسان العاقل أن يجعل همّه الآخرةَ في الأمور كلها ، ويتعهّد قلبه ويحذر من الرياء أو الشرك الأصغر ،
_ يقول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك :
( مَن كانتِ الدُّنيا هَمَّهُ ، فرَّقَ اللَّهُ علَيهِ أمرَهُ ، وجعلَ فَقرَهُ بينَ عينيهِ ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما كتبَ لَهُ ، ومن كانتِ الآخرةُ نيَّتَهُ ، جمعَ اللَّهُ لَهُ أمرَهُ ، وجعلَ غِناهُ في قلبِهِ ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغِمةٌ
الراوي:زيد بن ثابت المحدث:الألباني المصدر:صحيح ابن ماجه الجزء أو الصفحة:3329 حكم المحدث:صحيح.
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم
( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا
يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ،
_أنَّه لما كان قبول الأعمال مرتبطاً بقضية الإخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم
هذا مثلاً ليوضح الصورة أكثر ،
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
_ وأصل الهجرة :
الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ، أو من دار المعصية إلى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع أبداً ما بقيت التوبة ؛فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( لا تنقطِعُ الهجرةُ حتَّى تنقَطعَ التَّوبةُ، ولا تنقطِعُ التَّوبةُ حتَّى تطلِعَ الشَّمسُ مِن مغربِها)
الراوي:معاوية بن أبي سفيان المحدث:الألباني المصدر:صحيح أبي داود الجزء أو الصفحة:2479 حكم المحدث:صحيح )
* وقد يستشكل البعض ما ورد في الحديث السابق ؛
حيث يظنّ أن هناك تعارضاً بين هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم :
( لا هجرة بعد الفتح ) كما في " الصحيحين "
_والجواب عن ذلك :
أن المراد بالهجرة في الحديث الأخير معنىً مخصوص ؛
وهو : انقطاع الهجرة من مكة ، فقد أصبحت دار الإسلام ، فلا هجرة منها .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
_ على أن إطلاق الهجرة في الشرع يراد به أحد أمور ثلاثة :
هجر المكان ، وهجر العمل ، وهجر العامل ،
• أما هجر المكان : فهو الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان ،
• وأما هجر العمل : فمعناه أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ،
كما جاء في الحديث النبوي :
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )
متفق عليه ،
• والمقصود من هجر العامل :
هجران أهل البدع والمعاصي ،
وذلك مشروط بأن تتحقق المصلحة من هجرهم ،
فيتركوا ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ،
_أما إن كان الهجر لا ينفع ، ولم تتحقق المصلحة المرجوّة منه ، فإنه يكون محرماً .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
قوله : ( أو امرأة ينكحها ):
_خصّ النبي صلى الله عليه وسلم المرأة بالذكر من بين متاع الدنيا في قوله :
( أو امرأة ينكحها ) ، بالرغم من أنها داخلة في عموم الدنيا ؛
* زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لأن الافتتان بهنّ أشد ، مِصداقاً للحديث النبوي :
( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
وفي قوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ):
لم يذكر ما أراده من الدنيا أو المرأة ، وعبّر عنه بالضمير في قوله : ( ما هاجر إليه ) ، وذلك تحقيراً لما أراده من أمر الدنيا واستهانةً به واستصغاراً لشأنه ، حيث لم يذكره بلفظه .
إنَّما الأعمال بالنيّات وإنما امريء مانوى
ما يستفاد من هذا الحديث :
1- النية شرط أساسى فى العمل لتمييز العادة من العبادة.
2-و محلها القلب ،والتلفظ بها بدعه لأن النية أساساً عمل من اعمال القلوب لا يطلع عليها
أنس ولا جان إلا فى موضع واحد يجوز فيه التلفظ بالنيه وهو الحج.
3- الإخلاص لله تعالى فى العمل شرط لقبوله.
4- وجوب الحذر من الرياء والسمعه والعمل لاجل الدنيا.
5- مجاهدة الشيطان قبل العمل وأثناء تادية العمل.
6- الهجره من بلاد الكفر إلى بلاد الاسلام وهى من أفضل العبادات.
7_ أن على الداعية الناجح أن يضرب الأمثال لبيان وإيضاح الحق الذي يحمله للناس ؛
وذلك لأن النفس البشرية جبلت على محبة سماع القصص والأمثال،
في امان الله