فاعرف فيما اقامك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اذا اردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيما اقامك
- شروط العمل الصالح .
العمل الصالح يشترط فيه أمران
اثنان :
الأمرالأول :
أن يكون على سنة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
والشرط الأخر :
وقد أشار ربنا عَز وجل إلى هذا الشرط والشرط الأخر وهو أن يكون العمل الصالح خالصا لوجة الله فى قوله عَز وجل
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
قال المفسرون فى قوله عَز وجل فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
العمل الصالح ما وافق السنة ، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا أى وليخلص لله عَز وجل وحده فى هذه العبادة التى وافق فيها السنة .
فإذا إختل أحد هذين الشرطين لا يكون العمل صالحا
الشرط الأول :
أن يكون العمل موافقا للسنة ، فإذا لم يكن كذلك كان مردودا على صاحبه ولو كان مخلصا فيه لربه ، كما قال الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
والاحاديث الدالة فى رد كل العبادات التى حدثت من بعده - مما له صلة بالتدين وبالتقرب إلى الله عَز وجل- الآحاديث الدالة على ذلك كثيرة
وكثيرة جدا فحسبنا الأن هذا الحديث وهو مما اتفق على إخراجه الشيخان فى صحيحيهما ، وهما من أصح الكتب التى تهتم برواية الحديث عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوآله وَسَلَّمَ ،
فهما بحق أصح الكتب بعد كتاب الله تبارك وتعالى ولا صحيح من بعدهما فى مرتبتهما مهما جادل المجادلون فى ذلك .
هذان الصحيحان قد رويا قوله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" اى مردود على صاحبه مضروب به وجهه لا يرفع إلى الله تبارك وتعالى لأنه ليس على السنة ، وبالتالى ليس عملا صالحا ، هذا هو الشرط الاول فى أن يكون العمل صالحا مقبولا عند الله عَز وجل .
والشرط الأخر
:أن يكون خالصا لله عَز وجل
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
قد جاءت أحاديث كثيرة وصحيحة تؤكد وجوب الإخلاص فى العمل لله ، وإلا كان العمل باطلا مردودا على صاحبه - ولا اريد أن أطيل - ولاأهم من بين تلك الآحاديث من حديث أبي هريرة رضى اللَّهُ عَنه الذى أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه
( أن رسول الله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ قال:
أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة :عالم ومجاهد وغنى ، قال : يؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له ماذا عملت فيما علمت ؟ فيقول : ياربى نشرته فى سبيلك ، فيقال له :
كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به الى النار ، يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا عملت فيما أنعم الله من قوة ؟ فيقول : ياربى قاتلت فى سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان مجاهد ، وقد قيل خذوا به الى النار ، يؤتى بالغنى فيقال له ماذا فعلت فيما انعم الله عليك من مال ؟
فيقول : ياربى أنفقته فى سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به الى النار )
وفى كل من هؤلاء الثلاثة يقال لكل واحد منهم "وقد قيل"
، يقال للعالم أنت نشرت العلم ليقول الناس فلان عالم وقد حصلت على أجرك ، فصار الناس يقولون فلان عالم ما مثله فى العلماء ، "قد قيل" أى حصلت أجرك عاجلا فخذ أجرك أجلا ألا وهو النار
ليته نجا برأس ماله لا له ولا عليه ، لكن كان عاقبة امره النار ، ذلك لأنه إتخذ العلم وسيلة للدنيا فلم يتقى الله فيه ولا قصد به وجه الله ،
فألقى به فى النار كذلك يقال للغنى وللمجاهد ، قد قيل للمجاهد إنك قصدت أن يقال فلان بطل
"قد قيل" ، كذلك الغنى قصدت أن يقال فلان كريم
"وقد قيل" فيؤخذ بهم إلى النار جميعا ، فهؤلاء الثلاثة يقول الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ، مع أن المفروض أن يكون هؤلاء من السابقين الأولين دخولا الجنة ، وبخاصة أهل العلم الذين قال الله عَز وجل فيهم
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
فحينما أخلوا بهذا الشرط الثانى وهو الإخلاص فى العبادة لله - فى الجهاد فى العلم فى الزكاة - انقلبت عبادتهم عليهم وزرا وعذابا
، لذلك فمن شرط العمل الصالح أن يكون
أولا: مطابقا للسنة ،
وثانيا :
خالصا لوجة الله تبارك وتعالى
حينما تعود الأمة الإسلامية هكذا فى علمها وفى عملها – فى علمها على الكتاب والسنة حسب التفصيل السابق ، وفى عملها حسب التفصيل السابق ،اقتداء بسنته واخلاصا لرب الانام - يومئذ تستأنف الحياة الإسلامية مسيرتها ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله كما قال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ وبه أختم هذه الكلمة
بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة أو الرفعة بالتمكين في الأرض ، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب
والحمد لله رب العالمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اذا اردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيما اقامك
- شروط العمل الصالح .
العمل الصالح يشترط فيه أمران
اثنان :
الأمرالأول :
أن يكون على سنة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
والشرط الأخر :
وقد أشار ربنا عَز وجل إلى هذا الشرط والشرط الأخر وهو أن يكون العمل الصالح خالصا لوجة الله فى قوله عَز وجل
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
قال المفسرون فى قوله عَز وجل فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
العمل الصالح ما وافق السنة ، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا أى وليخلص لله عَز وجل وحده فى هذه العبادة التى وافق فيها السنة .
فإذا إختل أحد هذين الشرطين لا يكون العمل صالحا
الشرط الأول :
أن يكون العمل موافقا للسنة ، فإذا لم يكن كذلك كان مردودا على صاحبه ولو كان مخلصا فيه لربه ، كما قال الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
والاحاديث الدالة فى رد كل العبادات التى حدثت من بعده - مما له صلة بالتدين وبالتقرب إلى الله عَز وجل- الآحاديث الدالة على ذلك كثيرة
وكثيرة جدا فحسبنا الأن هذا الحديث وهو مما اتفق على إخراجه الشيخان فى صحيحيهما ، وهما من أصح الكتب التى تهتم برواية الحديث عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوآله وَسَلَّمَ ،
فهما بحق أصح الكتب بعد كتاب الله تبارك وتعالى ولا صحيح من بعدهما فى مرتبتهما مهما جادل المجادلون فى ذلك .
هذان الصحيحان قد رويا قوله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" اى مردود على صاحبه مضروب به وجهه لا يرفع إلى الله تبارك وتعالى لأنه ليس على السنة ، وبالتالى ليس عملا صالحا ، هذا هو الشرط الاول فى أن يكون العمل صالحا مقبولا عند الله عَز وجل .
والشرط الأخر
:أن يكون خالصا لله عَز وجل
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
قد جاءت أحاديث كثيرة وصحيحة تؤكد وجوب الإخلاص فى العمل لله ، وإلا كان العمل باطلا مردودا على صاحبه - ولا اريد أن أطيل - ولاأهم من بين تلك الآحاديث من حديث أبي هريرة رضى اللَّهُ عَنه الذى أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه
( أن رسول الله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ قال:
أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة :عالم ومجاهد وغنى ، قال : يؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له ماذا عملت فيما علمت ؟ فيقول : ياربى نشرته فى سبيلك ، فيقال له :
كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به الى النار ، يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا عملت فيما أنعم الله من قوة ؟ فيقول : ياربى قاتلت فى سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان مجاهد ، وقد قيل خذوا به الى النار ، يؤتى بالغنى فيقال له ماذا فعلت فيما انعم الله عليك من مال ؟
فيقول : ياربى أنفقته فى سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به الى النار )
وفى كل من هؤلاء الثلاثة يقال لكل واحد منهم "وقد قيل"
، يقال للعالم أنت نشرت العلم ليقول الناس فلان عالم وقد حصلت على أجرك ، فصار الناس يقولون فلان عالم ما مثله فى العلماء ، "قد قيل" أى حصلت أجرك عاجلا فخذ أجرك أجلا ألا وهو النار
ليته نجا برأس ماله لا له ولا عليه ، لكن كان عاقبة امره النار ، ذلك لأنه إتخذ العلم وسيلة للدنيا فلم يتقى الله فيه ولا قصد به وجه الله ،
فألقى به فى النار كذلك يقال للغنى وللمجاهد ، قد قيل للمجاهد إنك قصدت أن يقال فلان بطل
"قد قيل" ، كذلك الغنى قصدت أن يقال فلان كريم
"وقد قيل" فيؤخذ بهم إلى النار جميعا ، فهؤلاء الثلاثة يقول الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ، مع أن المفروض أن يكون هؤلاء من السابقين الأولين دخولا الجنة ، وبخاصة أهل العلم الذين قال الله عَز وجل فيهم
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
فحينما أخلوا بهذا الشرط الثانى وهو الإخلاص فى العبادة لله - فى الجهاد فى العلم فى الزكاة - انقلبت عبادتهم عليهم وزرا وعذابا
، لذلك فمن شرط العمل الصالح أن يكون
أولا: مطابقا للسنة ،
وثانيا :
خالصا لوجة الله تبارك وتعالى
حينما تعود الأمة الإسلامية هكذا فى علمها وفى عملها – فى علمها على الكتاب والسنة حسب التفصيل السابق ، وفى عملها حسب التفصيل السابق ،اقتداء بسنته واخلاصا لرب الانام - يومئذ تستأنف الحياة الإسلامية مسيرتها ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله كما قال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و الَسَلاَّمَ وبه أختم هذه الكلمة
بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة أو الرفعة بالتمكين في الأرض ، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب
والحمد لله رب العالمين .