الرئيسية
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يسأل الكثيرون هل الأنبياء معصومون من الخطأ ؟ وهل لهم ذنوب ؟ ولماذا الأنبياء أفضل من غيرهم؟ وما سبب صلاحهم؟
وهنا أننقل لكم عدة فتاوى تجيب على هذه التساؤلات ..
ما يجب أن نعلمه في البداية هو أن الأنبياء من البشر مثلنا تماما , لكنهم صفوة البشر وأفضلهم ، اصطفاهم الله تعالى لتبليغ الناس الدعوة الاسلامية ، وجعلهم تعالى الواسطة بينه وبين خلقه في تبليغ الشرائع ، وهم بالتالي مأمورون بالتبليغ عن الله تعالى ، قال الله تعالى : " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " الأنعام / 89 .
العصمة في تبيلغ الدين
الأنبياء معصومون في تبيلغ الدين وإيصاله للناس.. وهذا يعني أنهم لا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم من الدين والشريعة ، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم ولا ينسون منه شيئا ، قال الله تعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " المائدة /67
وقال تعالى : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة /47 - 44
وقال تعالى : " سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله " الأعلى /6-7
وقال تعالى : " وما هو على الغيب بضنين " التكوير /24 ، قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية " وما هو على ما أوحاه الله إليه بشحيح ، يكتم بعضه ، بل هو – صلى الله عليه وسلم – أمين أهل السماء ، وأهل الأرض ، الذي بلغ رسالات ربه ، البلاغ المبين ، فلم يشح بشيء منه ، عن غني ولا فقير ، ولا رئيس ولا مرؤوس ، ولا ذكر ولا أنثى ، ولا حضري ولا بدوي ، ولذلك بعثه الله في أمة أمية جاهلة جهلاء ، فلم يمت – صلى الله عليه وسلم – حتى كانوا علماء ربانيين ، إليهم الغاية في العلوم ... " انتهى
وفي فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، قال تعالى : " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1-5 ) ، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى .
العصمة من الذنوب و الأخطاء البشرية
فقد أجمع أكثر العلماء على أن الأنبياء معصومون عن الكبائر من الذنوب دون الصغائر.. فلا تصدر الكبائر - كالشرك أو العقوق أو غيرها - من الأنبياء أبدا سواء قبل بعثتهم أم بعدها .
وأما عن صغائر الذنوب فهي ربما تقع منهم أو من بعضهم فيما لا يتعلق تتعلق بتبيلغ الرسالة والوحي .. ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها أولا يعترفون بها نصاً, بل يعاتبهم الله و ينبههم عليها فيبادرون بالتوبة منها وفي ذلك "رحمة بهم وبأممهم ، فيعفو عن زلتهم ، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة ، والله غفور رحيم" نقلاً عن فتاوى اللجنة الدائمة" (3/194 (
بعض الأدلة على وقوع الصغائر من الأنبياء
** قوله تعالى عن آدم : " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) طه / 121-122 ، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام - ، وعدم إقراره او اعترافه عليها ، مع توبته إلى الله منها .
** قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16 . فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي ، وقد غفر الله له ذنبه .
حتى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور عدة ذكرت في القرآن ، منها :
** قوله تعالى " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم " التحريم /1 ، وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم .
** قوله تعالى : " عبس وتولى * أن جاءه الأعمى " عبس /1-2 ، وهي قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي عاتبه الله فيها .
وقد تكون بعض ذنوب الأنبياء في أمور دنيوية, لكنها تصدر منهم بغير قصد ..
** ومن هذا ما رواه روى مسلم في صحيحه ( 6127 ) عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ . فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" .
الحكمة من أخطاء الأنبياء
قد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: لماذا لم يمنع الله هذه الأخطاء أو الذنوب من أصفيائه الأنبياء ؟!
وهنا قال أهل العلم أن الأنبياء لو لم يقع منهم ذنب مطلقا, لربما توهم البعض من أتباعهم فيهم الألوهية من دون الله .. وهذا بالضبط ماحدث في قصة عيسى ابن مريم عليه السلام, فقد توهم أتباعه فيه الألوهية لأنه كان يقدم لهم معجزة إعادة الموتى للحياة ! وبهذا يمكن القول أن الله تعالى أراد أن يقع من الأنبياء بعض الذنوب التي لا تتعلق بالبلاغ والرسالة ؛ حتى يعلم العباد أجمعون أن المتفرد بذلك هو الله وحده سبحانه وتعالى .
قد يسأل الكثيرون هل الأنبياء معصومون من الخطأ ؟ وهل لهم ذنوب ؟ ولماذا الأنبياء أفضل من غيرهم؟ وما سبب صلاحهم؟
وهنا أننقل لكم عدة فتاوى تجيب على هذه التساؤلات ..
ما يجب أن نعلمه في البداية هو أن الأنبياء من البشر مثلنا تماما , لكنهم صفوة البشر وأفضلهم ، اصطفاهم الله تعالى لتبليغ الناس الدعوة الاسلامية ، وجعلهم تعالى الواسطة بينه وبين خلقه في تبليغ الشرائع ، وهم بالتالي مأمورون بالتبليغ عن الله تعالى ، قال الله تعالى : " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " الأنعام / 89 .
العصمة في تبيلغ الدين
الأنبياء معصومون في تبيلغ الدين وإيصاله للناس.. وهذا يعني أنهم لا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم من الدين والشريعة ، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم ولا ينسون منه شيئا ، قال الله تعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " المائدة /67
وقال تعالى : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة /47 - 44
وقال تعالى : " سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله " الأعلى /6-7
وقال تعالى : " وما هو على الغيب بضنين " التكوير /24 ، قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية " وما هو على ما أوحاه الله إليه بشحيح ، يكتم بعضه ، بل هو – صلى الله عليه وسلم – أمين أهل السماء ، وأهل الأرض ، الذي بلغ رسالات ربه ، البلاغ المبين ، فلم يشح بشيء منه ، عن غني ولا فقير ، ولا رئيس ولا مرؤوس ، ولا ذكر ولا أنثى ، ولا حضري ولا بدوي ، ولذلك بعثه الله في أمة أمية جاهلة جهلاء ، فلم يمت – صلى الله عليه وسلم – حتى كانوا علماء ربانيين ، إليهم الغاية في العلوم ... " انتهى
وفي فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، قال تعالى : " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1-5 ) ، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى .
العصمة من الذنوب و الأخطاء البشرية
فقد أجمع أكثر العلماء على أن الأنبياء معصومون عن الكبائر من الذنوب دون الصغائر.. فلا تصدر الكبائر - كالشرك أو العقوق أو غيرها - من الأنبياء أبدا سواء قبل بعثتهم أم بعدها .
وأما عن صغائر الذنوب فهي ربما تقع منهم أو من بعضهم فيما لا يتعلق تتعلق بتبيلغ الرسالة والوحي .. ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها أولا يعترفون بها نصاً, بل يعاتبهم الله و ينبههم عليها فيبادرون بالتوبة منها وفي ذلك "رحمة بهم وبأممهم ، فيعفو عن زلتهم ، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة ، والله غفور رحيم" نقلاً عن فتاوى اللجنة الدائمة" (3/194 (
بعض الأدلة على وقوع الصغائر من الأنبياء
** قوله تعالى عن آدم : " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) طه / 121-122 ، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام - ، وعدم إقراره او اعترافه عليها ، مع توبته إلى الله منها .
** قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16 . فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي ، وقد غفر الله له ذنبه .
حتى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور عدة ذكرت في القرآن ، منها :
** قوله تعالى " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم " التحريم /1 ، وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم .
** قوله تعالى : " عبس وتولى * أن جاءه الأعمى " عبس /1-2 ، وهي قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي عاتبه الله فيها .
وقد تكون بعض ذنوب الأنبياء في أمور دنيوية, لكنها تصدر منهم بغير قصد ..
** ومن هذا ما رواه روى مسلم في صحيحه ( 6127 ) عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ . فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" .
الحكمة من أخطاء الأنبياء
قد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: لماذا لم يمنع الله هذه الأخطاء أو الذنوب من أصفيائه الأنبياء ؟!
وهنا قال أهل العلم أن الأنبياء لو لم يقع منهم ذنب مطلقا, لربما توهم البعض من أتباعهم فيهم الألوهية من دون الله .. وهذا بالضبط ماحدث في قصة عيسى ابن مريم عليه السلام, فقد توهم أتباعه فيه الألوهية لأنه كان يقدم لهم معجزة إعادة الموتى للحياة ! وبهذا يمكن القول أن الله تعالى أراد أن يقع من الأنبياء بعض الذنوب التي لا تتعلق بالبلاغ والرسالة ؛ حتى يعلم العباد أجمعون أن المتفرد بذلك هو الله وحده سبحانه وتعالى .
